أولئك الذين لديهم تجربة سيئة مع جراحة الأنف، ويرغبون بالقيام بذلك مرة أخرى، عادة ما تكون لديهم توقعات عالية جداً لإصلاحه. في بعض الحالات، قد لا يوجد خلل في عملية الأنف، ولكن الشخص يتخيل أن أنفه يعاني من مشكلة. معظم هؤلاء الناس لا يمكنهم وصف أنفهم، مثل هؤلاء الناس ليسوا مرشحين مناسبين لجراحة تجميل الأنف الثانوية (جراحة الأنف التجميلية الثانوية).
أما الأمر الهام الآخر فهو نسبة تحسن الوضعية السابقة وهل سيكون المريض راضياً عنها أم لا؟
لتقييم هذه المسألة من المهم أن نلاحظ ما إذا كان المريض يصف الظروف الموجودة بشكل واقعي ومعقول أم لا. إذا كانت الانتقادات مبررة، وكانت توقعات المريض في حد معقول، يمكننا في هذه الحالة أن نفحص حالة المريض وظروفه الكاملة، ونرشحه بعد ذلك لعملية تجميل الأنف الثانوية.
أما الأمر الهام الآخر فهو أن المريض إذا كان يحمل صوره قبل العملية أو يحمل صوراً عائلية مثلاً تبين الوجه بشكل واضح، فسوف يساعد هذا كثيراً على التقييم.
نحن لا نسأل عادة عن الجراح الذي أجرى العملية. في الحالات التي يطرح فيها هذا السؤال، يكمن السبب في أنه إذا كان الجراح الأول قادراً على إجراء الجراحة الثانوية، فنحن نفضل إحالة المريض إليه. ربما يتساءل البعض عن الجراحين المؤهلين للجراحة الترميمية. يمكننا القول أن جراحي التجميل يتعلمون في السنوات الخمس الأولى كيف يجرون الجراحة (مرحلة إتقان التقنيات الجراحية) وفي السنوات الخمس الثانية يتدربون على اختيار الحالات لإجراء العملية عليها (الدقة في اختيار المرضى) وفي السنوات الخمس الثالثة يتعلمون الحالات التي لا يجب عليهم أن يجروا الجراحة فيها وهي مرحلة بلوغ الجراح التي يفضل أن يتطرق فيها إلى إجراء الجراحات الترميمية.
أهم مشاكل المرضى الثانويين ترتبط بالشكل غير المناسب للأنف أو الجلد السميك أو الرقيق جداً. إن انحراف الوتيرة يصعب من الأمر كثيراً. الحالة الأسوء هي وجود شقوق متعددة على الجلد وخاصة تلك الموجودة على الحفر الأنفية أو الجلد المصاب والصغير فقد يحتاج الأمر في بعض الحالات إلى الترميم وتأمين الجلد من ناحية الجبهة وغيرها وفي هذه الحالة نقدم التوضيحات اللازمة للمرضى والمرافقين.
يعاني الكثير من المرضى الثانويين من أن أنوفهم صغيرة جداً، أو أن جلد الأنف مشدود وصغير بسبب الجراحة. غالبا ما يحتاج هؤلاء المرضى لتدليك الجلد، مما يجعل البشرة ناعمة ولينة ومقبولة لجراحة تجميل الأنف الثانوية وزرع الغضروف وتناسب الأنف.
إن الثبات النفسي للمرضى في جراحة التجميل الأولية والثانوية للأنف من الشروط الأساسية والحاسمة.
إن الثبات الروحي والنفسي للمرضى في جراحة التجميل الأولية أو الثانوية من الشروط الرئيسية والمصيرية. عندما يكون المريض على معرفة بالمشاكل التي يعاني منها ويعرف ماذا يريد، فسوف يسهل الأمر كثيراً على الجراح وخاصة إذا كانت الشروط الفيزيائية للجلد والغضروف مقبولة نوعاً ما، ولكن عندما لا يعرف المريض ماذا يريد أو ما هي المشكلة التي يعاني منها، فسوف يصعب الأمر على الجراح كثيراً في اتخاذ القرار.
الدكتور علي منافي